كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

أو يفصل العاطف بلا، وضمير النصب المتصل في العطف عليه كالظاهر، ومثله في الحالين الضميران المنفصلان.
وإن عطف على ضمير جر اختير إعادة الجار ولم تلزم وفاقا ليونس والأخفش والكوفيين.
وأجاز الأخفش العطف على عاملين إن كان أحدهما جارا واتصل المعطوف بالعاطف أو انفصل بلا، والأصح المنع مطلقا، وما أوهم الجواز فجره بحرف مدلول عليه بما قبل العاطف.
ش: إن كان المعطوف عليه ضميرا متصلا مرفوعا فالجيد الكثير أن يؤكد قبل العاطف بضمير منفصل، كقوله تعالى: (لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) أو بتوكيد إحاطي كقول الشاعر:
ذُعِرتُمْ أجمعون ومَنْ يليكم ... برُؤْيتنا وكنّا الظافرينا
أو يفصل بينه وبين العاطف بمفعول أو غيره، كقوله تعالى: (يدخلونها ومَنْ صلح من آبائهم) ويتناول غير المفعول التمييز، كقول الشاعر:
مُلِئْتَ رُعبا وقومٌ كنتَ راجيهم ... لما دَهَمْتُكض من قومي بآساد
والنداء كقوله:
لقد نلت عبدَ الله وابنُك غايةً ... من المجد مَن يظفَرْ بها فاق سُوددا
ويقوم مقام فصل الضمير من العاطف الفصل بلا بين العاطف والمعطوف، كقوله تعالى: (ما أشركنا ولا آباؤنا).
ولا يمتنع العطف دون فصل كقول بعض العرب: مررت برجل سواءٍ والعدمُ،

الصفحة 373