كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

ص: يبنى المنادى لفظا أو تقديرا على ما كان يرفع به لو لم يناد، إن كان ذا تعريف مستدام أو حادث بقصد وإقبال، غير مجرور باللام، ولا عامل فيما بعده، ولا مكمل قبل النداء بعطف نسق.
ويجوز نصب ما وصف من معرف بقصد وإقبال، ولا يجوز ضم المضاف الصالح للألف واللام، خلافا لثعلب. وليس المبني للنداء ممنوع النعت، خلافا للأصمعي. ويجوز فتح ذي الضمة الظاهرة إتباعا إن كان علما ووصف بابن متصل مضاف إلى علم، لا إن وصف بغيره، خلافا للكوفيين، وربما ضم الابن إتباعا، ويلحق بالعلم المذكور نحو: يافلان بن فلان، ويا ضُلّ بن ضُلّ، ويا سيد بن سيد.
ومُجَوِّز فتح ذي الضمة في النداء مُوجِبٌ في غيره حذف تنوينه لفظا، وألف ابن في الحالين خطّا، وإن نون فللضرورة. وليس مركبا فيكون كمَرْء في إتباع ما قبل الساكن ما بعده، خلافا للفارسي.
والوصف بابنة كالوصف بابن، وفي الوصف ببنت في غير النداء وجهان.
ويحذف تنوين المنقوص المعين بالنداء، وتثبت ياؤه عند الخليل، لا عند يونس، فإن كان ذا أصل واحد ثبتت الياء بإجماع. ويترك مضموما أو ينصب ما نُوِّنَ اضطرارا من منادى مضموم.
ش: المنادى معرب ومبني، فالمعرب المجرور بلام الاستغاثة نحو: يالله للمسلمين، أو بلام التعجب نحو: ياللماء، ويا للدواهي. والنكرة المحضة نحو:
أيا راكبا إمّا عَرَضْتَ فَبَلّغَنْ ... نداماي من نَجْران ألا تلاقيا
والعامل فيما بعده بإضافة وغير إضافة نحو: ياذا الجلال والإكرام، ويا رءوفا بالعباد، ويا عظيما فضله، ويا عشرين رجلا. والمكمل قبل النداء بالعطف نحو: يازيدا وعمرا، في المسمى به.

الصفحة 391