كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

به "يا"، لأن المنادى البعيد قد تلي الألفُ آخره، كقول المرأة لابن أبي ربيعة: نظرت كثعبى، فرأيته ملء العين وأمنية المتمني، فصحتُ: واعمراه. فقال عمر: يالبَّيْكاه". ولم ير سيبويه زيادة الألف المذكورة إلا في ندبة أو استغاثة أو تعجب.
ص: وتلحق جوازا آخرَ ما تمّ به ألفٌ يفتح لها متلوُّها متحركا، ويحذف إن كان ألفا أو تنوينا أو ياء ساكنة مضافا إليها المندوب، وقد تفتح.
ش: آخر ما تم به المندوب يعم آخر المفرد نحو: وا زيداه، وآخر المضاف إليه نحو: وا عبد الملكاه، وآخر الصلة نحو: وامَنْ حفر بئر زمزماه، وآخر المركب تركيب مزج نحو: وا معد يكرباه، وواسيبويهاه، وآخر المركب تركيب إسناد نحو: واتأبط شراه.
وقيدت لحاق هذه الألف بالجواز لئلا يعتقد لزومه.
ونبهت على فتح متلوها ليعلم أن ضمة: يازيدُ، وكسرة: يا عبد الملك، وما أشبههما مستوية في التبدل بفتحة لأجل الألف نحو: يازيداه، ويا عبد الملكاه. وإن وجدت الفتحة قبل أن يجاء بالالف استصحبت إذا جيء بالألف، كقولك في: عبد يغوثَ: ياعبد يغوثاه.
ونبهت بقولي: "ويحذف إن كان ألفا أو تنوينا أو ياء ساكنة مضافا إليها" على حذف المتمم إن كان ألفا كقولك في موسى: ياموساه. أو تنوينا كقولك في غلام زيد: وا غلام زيداه. أو ياء ساكنة مضافا إليها كقولك في غلامي: ياغلاماه، وقد يقال: ياغلامياه. ومن قال في النداء: ياغلاميَ، بالفتح، استصحب الفتح في الندبة نحو: واغلامياه. ومن لم يجئ بالألف فله أن يقول: واغلامي، بالسكون وواغلاميَه، باستصحاب الفتحة وزيادة هاء السكت، كما قال ابن قيس:
وتقول سلمى يارزيَّتيه

الصفحة 415