كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

وللأعراض والألوان وكبر الأعضاء. وقد يشارك فعُل، ويغني عنه لزوما في اليائي اللام، وسماعا في غيره. ويطاوع فَعَل كثيرا، وتسكين عينه وعين فعُل وشبههما من الأسماء لغة تميمية.
ش: أخف الأفعال الثلاثية المفتوح العين، لأن الفتحة أخف الحركات، وأثقلها المضموم العين، لأن الضمة أثقل الحركات، والمكسور العين متوسط، لأن الكسرة أقل ثقلا من الضمة، وأقل خفة من الفتحة، فترتب على هذا أن جعل مضموم العين ممنوع التعدي تخفيفا، لأن التعدي يستدعي زيادة المتعدَّى عليه، وجعل عدم التعدي في المكسور العين أكثر من التعدي. وكثر الأمران في المفتوح العين لخفته.
وفَعِل الموضوه للنعوت اللازمة كشَنِب وفَلج ولَمِي وعمى وظَمِئ وحوِل وحوِر وعور وعرِج.
والموضوع للأعراض كبرئ ومرض ونشط وكسل وفرح وحزن وشبع وغرث وروى وعطش.
والموضوع للألوان كسود وشهب وحوِي ودعج ولهب.
والموضوع لكبر الأعضاء كجبه وأذن وعيِن ورقب وفوه وسوق.
ومشاركة فعِل لفعُل كفقِر وفقُر، وأدِم وأدُم، وسمِر وسمُر وعجف وعجف، وحمِق وحمُق، ورعِن ورعُن.
والاستغناء به عن فَعُل لزوما فيما لامه ياء كحيِيَ فهو حييّ، وعييَ فهو عييّ، وغبِيَ فهو غبِيّ.
ويدل على كون فعُل في هذه الأفعال أصلا لفعِل أن كل واحدة منها يدل على معنى طبع عليه الفاعل، أعني الحياء والعيّ والغباوة، وكذا الغنى إذا أريد به غنى المال فهو محمول على غنى النفس.
ومن أجل نيابة هذه الأفعال عن فعُل التزم مجيء اسم فاعل كل واحد منها على فعيل، وقد قيل في العييّ عيّ على فعْل، لأن فعْلا شريك فعيل في الصوغ من فعُل.
والاستغناء بفعِل عن فعُل فيما ليس لامه ياء كقوي ونقي وسمن، وحقها أن تكون على فعُل، لأنها بمعنى مَتن ونظف وشحُم، وأضدادها ضعف ونجُس وشخت.

الصفحة 439