كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

حمده، وأبخلته وأجبنته وأفحمته إذا ألفيته ذا بخل، وذا جبن، وذا إفحام أي عاجزا عن قول الشعر، ومنه قول عمرو بن معد يكرب لبني سليم: لقد سألتنا فما أبخلتنا، وقابلتنا فما أجبنتنا، وهما جيتنا فما أفحمتنا.
وأما ورود أفعل لجعل الشيء صاحب ما هو مشتق من اسمه فكأشفيت فلانا إذا أعطيته دواء يستشفى به، وأسقيته إذا جعلته ذا ماء يسقى به ما هو محتاج إلى السقي، وكذلك إذا أعطيته ما يصنع منه سقاء. ومن هذا النوع: أقبرته إذا جعلت له قبرا، وأنعلته إذا جعلت له نعلا، وأخدمته إذا جعلت له خادما.
وأما أفعل الذي لبلوغ عدد فكأعشرت الدراهم إذا بلغت العشرين، وكذلك أثلثت وأربعت وأخمست وأسدست وأسبعت وأثمنت وأتسعت وأمأت وآلفت، إذا صارت ثلاثين وأربعين وخمسين وستين وسبعين وثمانين وتسعين ومائة وألفا.
والذي لبلوغ زمان كأصبحنا وأضحينا وأمسينا وأعشينا وآصلنا، أي بلغنا الصباح والضحى والمساء والعشي والأصيل.
والذي لبلوغ مكان كأشام القوم وأعرقوا وأنجدوا وأتهموا وأيمنوا، إذا قصدوا الشام والعراق ونجدا وتهامة واليمن أو بلغوها.
والذي لموافقة ثلاثي كحزنه وأحزنه، وقاله البيع وأقاله، وشغله الأمر وأشغله، وحب فلان فلانا وأحبه.
والذي لإغنائه عن ثلاثي كأرقل وأغذ بمعنى سار سيرا سريعا، وأذنب بمعنى أثم، وأقسم بمعنى حلف، وأفلح بمعنى فاز، وأحضر بمعنى عدا.
والذي لمطاوعة فعَل كظأرت الناقة على حُوار غيرها فأظأرت إذا رعته، وقشعت الريح السحاب فأقشع، إذا فرقته فتفرق، وكببت الرجل فأكب إذا أسقطته فسقط، وشنقتُ البعيرَ فأشنق إذا استوقفته بجذب زمامه فوقف.

الصفحة 450