كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

غير غافل. وكذلك تجاهل وتباله وتطارش وتلاكن وتمارض، ومنه قول الراجز:
إذا تخازَرْتُ وما بي من خَزَر
والذي لمطاوعة فاعل فكباعدته فتباعد، وضاعفت الحساب فتضاعف.
والذي لموافقة المجرد كتعالى وعلا، وتوانى وونى.
والذي أغنى عن المجرد كتثاءب وتمارى.
وإن كان تفاعل أو تفعل متعديا دون التاء إلى مفعولين، تعدى بالتاء إلى مفعول واحد، فمن مثل ذلك في تفاعل: نازعته الحديث، وناسيته البغضاء، وتنازعنا الحديث، وتناسينا البغضاء.
ومن مثل ذلك في تفعل، علمته الرماية فتعلمها، وجنبته الشر فتجنبه.
فصار تناسى وتنازع متعديين إلى مفعول واحد حين وجدت التاء، لأنهما كانا قبل وجودها متعديين إلى مفعولين، وكذا تعلم وتجنب. فلو كان التعدي دون التاء إلى واحد لعدم بوجودها، نحو: ضارب زيدٌ عمرا، وتضارب زيدٌ وعمرٌو، وأدّبت الصبيَّ، وتأدب الصبيُّ.
ص: ومنها افتعل وهو للاتخاذ، والتسبب، ولفعل الفاعل بنفسه، وللتخير، ولمطاوعة أفعل، ولموافقة تفاعل، وتفعّل، واستفعل، والمجرد وللإغناء عنه.
ش: افعتل للاتخاذ نحو: اذّبح، واطّبخ، واشتوى إذا اتخذ لنفسه ذبيحة وطبيخا وشواء. ومنه اكتال واتزن.
والذي للتسبب نحو: اعتمل واكتسب في العمل والكسب، فزيادة التاء بإزاء زيادة التسبب في حصول الأمر، فعمل وكسب يطلقان على كل عمل وكل كسب، واعتمل واكتسب لا يطلقان إلا على ما في حصوله تكلف وجهد.
والذي لفعل الفاعل بنفسه نحو: اضطرب وائتكل من الغيظ، وارتعد من

الصفحة 455