كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 4)
من أنّ، ناصبة لاسم لا يبرز إلا اضطرارا، والخبر جملة ابتدائية، أو شرطية، أو مصدرة برُبّ، أو فعلٌ يقترن – غالبا إنْ تصرّف -، ولم يكن دعاء – بقدْ وحدها، أو بعد نداء، أو بلو، أو بحرف تنفيس أو نفي.
ش: الذي يعمل النصب في المضارع أربعة أحرف: أنْ، ولن، وكي، وإذن.
فأما أنْ فهي في الكلام على ثلاثة أضرب: مفسرة وزائدة ومصدرية.
فالمفسرة هي المصدر بها حكاية ما فيه معنى القول دون حروفه، كما في قوله تعالى: (وأوحينا إليه أن اصنع الفلك).
والزائدة دخولها في الكلام كخروجها، كما في نحو: (فلما أن جاء البشير) ولا عمل لها.
والمصدرية هي التي يؤول منها ومن صلتها مصدر، وتنقسم إلى مخففة من أنّ باقية على عملها، وإلى غير مخففة وهي الناصبة للمضارع، وإنما نصبته لأنها شبيهة بأحد عوامل الأسماء وهي أنّ، وهي أقوى النواصب، ولذلك نصبت الفعل مظهرة ومضمرة.
ولا تخلو المصدرية من أن يعمل فيها فعل علم أو فعل ظن أو غيرهما. فإن عمل فيها غير فعل علم أو ظن فهي الناصبة للفعل، كما في: (وأنْ تصوموا خير لكم) و: (يريد الله أن يخفف عنكم).
وإن عمل فيها فعل علم فهي المخففة من أنّ، فإذا وقع بعدها المضارع كان مرفوعا. وإن عمل فيها فعل ظن جاز أن تكون المخففة، وأن تكون الناصبة للفعل المضارع وهو الأكثر فيها، ولذلك اتفق على النصب في: (أحسب الناسُ أن
الصفحة 7
371