كتاب شرح القصائد العشر
بالغداة وقد وقع عليها الجليد نشرت ريشها، وانتفضت: رمت بذلك عنها ليمكنها الطيران، وإنما خص بها الندى والبلل لأنها أنشط ما تكون في يوم الطل، وقيل: لأنها تسرع إلى أفراخها، خوفا عليها من المطر والبرد، كما قال:
لاَ يَأْمَنانِ سِبَاعَ اللَّيْلِ أو بَرَداً ... إن أظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لجب
وبيت عبيد يدل على خلاف هذا؛ لأنه لم يقل إنها راحت إلى أفراخها، بل وصفها بأنها أصبحت والضريب على ريشها فطارت إلى الثعلب، يقول: هي قريب أن تنهض إذا ما رأت صيدها.
(فَاشْتَالَ وَارْتَاعَ مِنْ حَسِيسٍ ... وَفِعْلَهُ يَفْعَلُ المَذْؤُوبُ)
اشتال، يعني الثعلب: رفع بذنبه من حسيس العُقاب، ويروى (من خشيتها) و (من حسيسها) والمذءوب والمزءود: الفزع: ذُئِبَ فهو مذءوب.
(فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً ... وَحَرَدَتْ حَرْدَهُ تَسِيبُ)
نهضت: طارت نحو الثعلب سريعة، وحردت: قصدت، وتسيب: تنساب.
(فَدَبَّ مِنْ رَأَيِهَا دَبِيباً ... وَالعَيْنُ حِمْلاَقُهَا مَقْلُوبُ)
دبَّ: يعني الثعلب لما رآها. ويروى (ودب من خوفها دبيبا) والحماليق: عروق في العين، يقول: من الفزع انقلب حملاق عينه، وقيل: الحملاق جفن العين،
الصفحة 333
336