كتاب الأحاديث التي سقطت من مطبوع المعجم الأوسط للطبراني

عمي عمر بن هارون (¬١)، قال: حدثني عمرو بن فيروز مولى كريمة بنت
---------------
(¬١) كذا وقع عند الطبراني: «عمر بن هارون»، ويؤكده مجيئه كذلك في الموضع الآتي من "مجمع البحرين"، وبه أعلّ الهيثمي هذا الحديث، فقال- كما سيأتي-: «وفيه عمر بن هارون، وهو ضعيف». وعمر هذا متروك، وكان حافظًا؛ كما في "التقريب" (٤٩٧٩) وهو: ابن هارون بن يزيد بن جابر الثقفي، مولاهم، أبو حفص البلخي، وليس هو من بني الهدير، ولا من عمومة سليمان بن عبد الملك، وصوابه محرر- أو محرز- بن هارون، ولكن تصحّف «محرر» إلى «عمر» بسبب تقارب الرسم، وشهرة «عمر بن هارون»، وغرابة «محرر بن هارون»، ويدلّ على هذا: قول ابن عدي في "الكامل" (١٠/ ٦١): «حَدثنا مُحمد بن أحمد بن هلال، حدثنا محمد بن محمد أبو بكر النسائي، حدثنا سليمان بن عبد الملك الهديري، عن عَمِّه محرز بن هارون»، وجاءت كذلك رواية سليمان بن عبد الملك عن عمه محرز في "المشيخة البغدادية" لأبي طاهر السلفي (٤٨)، وفي "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (١٤٦٦)، ولم أجد ما يخالفه، وهذا يؤكد أن ما جاء هنا عند الطبراني وهم.
وقد اختلف في اسمه أيضًا: هل هو «محرر» - برائين- أو «محرز» - براء، ثم زاي. وهذا يقع كثيرًا لهذين الاسمين؛ لأنهما مما يلحقه التصحيف كما يتضح من مراجعة الكتب التي يرد فيها هذا الاسم أو ذاك، وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٤١٩) تعليقًا على حديث آخر يرويه هذا الراوي: «رواه الطبراني في الأوسط وفيه محرز بن هارون- ويقال: محرر- وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" (١١٧) في راوٍ آخر: «ذكر مسلم رحمه الله وإيانا فيمن ذكره من الضعفاء عبد الله بن محرر، فغلط فيه كثير من رواة الكتاب، فقالوا فيه: «ابن محرز»؛ بالزاي المنقوطة، وإسكان الحاء المهملة، وإنما هو «محرر»؛ بميم، ثم جاء مهملة مفتوحة، ثم راءين مهملتين أولاهما مفتوحة مشددة؛ كذلك ذكره البخاري وغيره من أهل الضبط، والله أعلم».
وأكثر الأئمة قالوا: «محرز بن هارون»؛ براء، ثم زاي، فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٤٥): «محرز بن هارون الهديري: وهو ابن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير الشامي القرشي المديني، روى عن الأعرج، روى عنه ذؤيب بن عمرو السهمي، وابن أبي فديك، وأبو مصعب أحمد بن إبراهيم المديني، وعبد الله بن عمر بن ميمون، سمعت أبي يقول ذلك». ونقل عن أبيه أيضًا أنه قال: «يروى ثلاثة أحاديث مناكير، ليس هو بالقوي». وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (٥٨٣): «محرز بن هارون: مدني منكر الحديث»، وقال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (٤/ ٢٠٥٨ - ٢٠٥٧): «محرز بن هارون التيمي، يقال له: الهديري، يروي عن الأعرج. حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا أبو عبد الله، حدثنا أبو سعيد، حدثنا محرز بن هارون التيمي، حدثنا عبد الرحمن الأعرج. قال أبو عبد الله: محرز منكر الحديث وما أدري أي شيء حديثه، روى عنه أبو مصعب الزهري، وغيره. وقيل: محرر». وقوله: «وقيل: محرر» يغلب على الظن أنه من كلام الدارقطني وليس من كلام الإمام أحمد، ويدل عليه أن الدارقطني ذكر هذا الراوي في موضع آخر (٤/ ٢٠٦٢) فقال: «محرر بن هارون بن عبد الله التيمي القرشي المديني، يروي عن الأعرج، روى عنه أحمد بن أبي بكر، منكر الحديث، قال ذلك كله البخاري، فيما أخبرنا علي، عن ابن فارس، عنه. وغير البخاري يقول: هو محرز». وكلام البخاري هذا تجده في "التاريخ الكبير" (٨/ ٢٢). وتابع البخاريَّ المزيُّ في "تهذيب الكمال" (٢٧/ ٢٧٢)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٥٥)؛ فترجماه في «محرر»، بل صرح بذلك ابن حجر فقال في "تقريب التهذيب" (٦٤٩٩): «محرر? بِراءين؛ وزن «محمد» على الصحيح، وقيل: «محرز» - ابن هارون بن عبد الله التيمي».
فتلخص مما تقدم: أن البخاري يرى أن اسم هذا الراوي «محرر» براءين، وأن أكثر الأئمة يقولون:

الصفحة 26