كتاب الأحاديث التي سقطت من مطبوع المعجم الأوسط للطبراني

لا يروى هذا الحديث عن عَمْرو بن يثربي إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الملك بن [حسن] (¬١).

(٢) ١١١٦/ ١ - حدَّثنا أحمد، قال: نا أبو جعفر، قال: نا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن أبي رجاء (¬٢)، عن الحسن قال: سئل أنس عن النشرة (¬٣)؟ فقال: ذكروا أنها من عمل الشيطان (¬٤).
لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا مسكين.

(٣) ١١١٦/ ٢ - حدثنا أحمد، قال: نا أبو جعفر، قال: نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصْمَتَ (¬٥) ولا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي؛ أعرف أنه يدعو لي (¬٦).
لا يروى هذا الحديث عن أسامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن إسحاق.

(٤) ١١١٦/ ٣ - حدثنا أحمد، قال: نا أبو جعفر النفيلي، قال: نا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرن حجًّا وعمرة كفاه لهما طوافًا واحدًا (¬٧) لم يحلل حتى يقضي حجه، ويحلل منهما جميعًا).
---------------
(¬١) في الأصل: (حسين)، وانظر التعليق (٤) في الصفحة السابقة.
(¬٢) هو: محمد بن سيف البصري.
(¬٣) قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (٥/ ٥٤): (بِالضَّمِّ: ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يظن أن به مسًّا من الجن، سميت نُشْرةً لأنه يُنْشَر بها عنه ما خامره من الداء؛ أي: يُكشف ويُزال).
(¬٤) الحديث ذكره الهيثمي في "مجمع البحرين" (٤١٨٣) كما هنا سندًا ومتنًا، وذكره في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٠٢)، وقال: (رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ... ورجال البزار رجال الصحيح).
(¬٥) قال ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٥١): (يُقَالُ: صَمَتَ العليلُ وأَصْمَتَ فَهُوَ صَامِتٌ ومُصْمِت: إذَا اعتُقِلَ لسانُه).
(¬٦) الحديث ذكره ابن ناصر الدين في "جامع الآثار" (٦/ ٤٢١)، وقال: (خرجه الطبراني في "معجمه الأوسط"، وقال: لا يروى هذا الحديث عن أسامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن إسحاق).
(¬٧) كذا في الأصل! ولم أجد الطبراني أخرجه من هذا الوجه في شيء من كتبه الأخرى، ولم أجد من رواه من طريقه أو نقله عنه، والحديث ليس من الزوائد، ولذا لم يذكره الهيثمي في "مجمع البحرين"، ولا "مجمع الزوائد"، والجادة في مثل هذا الموضع أن يقول: (كفاه لهما طواف واحد)؛ كما جاء في رواية سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أهل بالحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد، ولا يحل حتى يحل منهما)؛ أخرجه الدارمي (١٨٨٦/تحقيق أسد)، وابن الجارود في "المنتقى" (٤٦٠)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/ ١٩٧).
فالذي يظهر أن هذا اللفظ تصحّف في هذا الموضع من الناسخ، أو غيره، ويكون صوابه: (طواف واحد)؛ لأن (طواف) فاعل، و (واحد) صفة له، أو يكون لفظ الحديث: (طاف لهما طوافًا واحدًا)؛ كما جاء في رواية سعيد بن منصور أيضًا عن هشيم بن بشير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ عند الطحاوي في الموضع السابق، والله أعلم.
ومع ذلك فيمكن توجيه ما جاء في الأصل- على فرض ثبوته- بما ذُكر في التعليق على شبيه به في "العلل" لابن أبي حاتم (١٨٥٣)، وخلاصته: أنه يحمل على أحد وجهين:
الأول: أن (طوافًا واحدًا) وإن كان حقه الرفع، إلا أنه جاء منصوبًا لظهور المعنى وعدم اللبس، فقد جاء عن العرب الاكتفاء بالقرينة المعنوية عن القرينة اللفظية، فنصبت الفاعل ورفعت المفعول؛ نحو قولهم: (خرق الثوبُ المسمارَ)، وقولهم: (كسر الزجاجُ الحجرَ).
الوجه الثاني: على توهم أنه قال: (طاف لهما)، فنصب قوله: (طوافًا واحدًا)، والتوهم معروف في كلام العرب في باب العطف وفي غيره. انظر "الإنصاف" لابن الأنباري (٢/ ٤٦٠)، و"البرهان" للزركشي (٤/ ١١٣ - ١١٠)، و"الخصائص" (٣/ ٢٨٢ - ٢٧٣) باب في أغلاظ العرب).

الصفحة 5