كتاب مختصر التحرير شرح الكوكب المنير (اسم الجزء: 3)

الخطاب عن الفقهاء، وقاله الكعبي وأبو الحسين المعتزلي1.
قَالَ القاضي: بناء على أصلِنا أن2 مطلقَ الأمرِ للْفَوْرِ3.
وعن باقي المعتزلة: ليس نهيا عن ضده، بناء على أصلِهم في اعتبار إرادةِ الناهي، وليست معلومةً، وقطع به النووي في الروضة في كتاب الطلاق؛ لأن القائل: اسكن قد يكون غافلاً عن ضد السكون، وهو الحركة فليس عينَه، ولا يتضمنه4.
وعند الأشعرية: الأمر معنًى في النفس، فقال بعضهم: هو عين النهي عن ضده الوجودي، وهو قول الأشعري، قَالَ أبو حامد: بنى الأشعري ذلك على أن الأمر لا صيغة له، وإنما هو معنًى قائمٌ في النفس، فالأمر عندهم هو نفسُ النهي من هذا الوجه، أي فاتصافه بكونه أمرا ونهيا كاتصاف الكونِ الواحد بكونه قريبًا من شيءٍ بعيدا من شيء 5.
__________
1 انظر: القواعد والفوائد الأصولية ص183ومختصر الطوفي ص88, المسودة ص49, العدة2/368, أصول السرخسي 1/94, الإحكام لابن حزم 1/314, شرح تنقيح الفصول ص136 والبرهان للجويني 1/250, تيسير التحرير 1/362, مختصر البعلي ص101, المعتمد 1/106, الإحكام للآمدي 1/170, اللمع ص11, التبصرة ص89, جمع الجوامع 1/386, العبادي على الوراقات ص19, تخريج الفروع على الأصول ص128, إرشاد الفحول ص101
2 في ش ز: لأن, ولأعلى من"العدة" وبقية النسخ.
3 قال القاضي أبو يعلى: "الأمر بالشيء نهي عن ضده عن طريق المعنى, سواء كان له ضد واحد أو أضداد كثيرة, وسواء كان مطلقاً أو معلقاً بوقت مضيق, لأن من أصلنا: أن إطلاق الأمر يقتضي الفور" "العدة1/368".
وسبق بحث هذه المسألة في المجلد الأول ص390, وانظر: أصول الفقه الإسلامي ص297.
4 انظر: البرهان للجويني1/250, تيسير التحرير1363, مختصر البعلي ص101, المعتمد1/106, الإحكام للآمدي2/171, اللمع ص11, التبصرة ص90, المحصول? 1 ق2/334, مختصر الطوفي ص88, 89, المسودة ص49, العدة 2/370.
5 انظر: البرهان 1/250، تيسير التحرير 1/362، المسودة ص49، القواعد والفوائد الأصولية ص183، العدة 2/370.

الصفحة 52