كتاب صحيح الكتب التسعة وزوائده

ذَلِكَ قُرْآنًا فِي قَوْلِ الْمَلَكَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فِي سُورَةِ يُونُسَ: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس/٢٥]، وَأَنْزَلَ فِي قَوْلِهِمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل/١ - ١٠] " (¬١)

٨٤٤٠ - (بز) /وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (قَالَ: " نَظَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْجُوعِ فِي وجُوهِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْقَصْعَةِ مِنَ الثَّرِيدِ وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، قَالَ: " بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ " (¬٢)

٨٤٤١ - (يع) / وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (قَالَ: " عَادَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلالا "، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا بِلالُ؟ "، قَالَ: تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟، أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا " (¬٣)

٨٤٤٢ - (هق) / وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا (¬٤) فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا شَيَّعَ (¬٥) جَيْشًا فَبَلَغَ ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ (¬٦)
قَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَاتِكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ، فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةٍ، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا - وَمَدَّ يَدَيْهِ - وَقَالَ: تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ: أَقْبَلَتْ - ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ؟، أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ (¬٧) وَرَاحَتْ أُخْرَى؟، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى؟، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ "، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أَبْكِي وَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟. (¬٨)

٨٤٤٣ - (مش) / وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الدِّينَارُ كَنْزٌ، وَالدِّرْهَمُ كَنْزٌ، وَالْقِيرَاطُ كَنْزٌ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: أَمَّا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمَا، فَمَا الْقِيرَاطُ؟، قَالَ: " نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ" (¬٩)

٨٤٤٤ - (٣٦٩٦ بز -كشف الأستار) /عن أبي الدرداء، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:"إنَّ بينَ أيْديكم عَقَبةً كَؤوداً لا يَنْجو منها إلا كلُّ مُخِفٍّ". (¬١٠)

٨٤٤٥ - ٨٧١٣ ك / وعن أمِّ الدرْداءِ عن أبي الدرْداءِ قالت: قلتُ لَهُ: ما لكَ لا تَطْلُبُ ما يطْلُب فلانٌ وفُلانٌ؟ قال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنَّ وراءَكُمْ عقَبةً كَؤُوداً لا يَجُوزُها المُثْقِلونَ".فأنا أُحِبُّ أنْ أتَخفِّفَ
---------------
(¬١) (٣٢٥٩ هب)، (٢١٧٦٩ حم)، (٣٣٢٩ حب)، الصَّحِيحَة: ٤٤٣، ٩٤٧ صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٩١٧، ٣١٦٧، والمشكاة: ٥٢١٨
(¬٢) (بز) ١٩٤١، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٢١٤١، ٣٣٠٨. يُغْدَى: يؤتى عليه بالطعام صباحا.
(¬٣) (يع) ٦٠٤٠، (طب) ١٠٢٤،صَحِيح الْجَامِع: ١٥١٢، الصَّحِيحَة: ٢٦٦١ صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٩٢٢
(¬٤) بَيْتٌ مُنَجَّد: إِذا كان مزيَّناً بالثياب والفُرُش، ونُجُودُهُ: ستوره التي تُعلَّق على حِيطانِه يُزَيَّن بها. لسان العرب (ج ٣ ص ٤١٣)
(¬٥) التَّشْيِيعُ: الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ، يُقَال: شَيَّعَ فُلَانًا، خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ. نيل الأوطار (ج ١٢ ص ٥٤)
(¬٦) (ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ): مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا.

وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. تحفة الأحوذي (٤/ ٤٠٧)
(¬٧) القصعة: وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه، وكان يُتَّخذ من الخشب غالبا.
(¬٨) (هق) ١٤٣٦٤، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: ٢٣٨٤
(¬٩) (مش) ١٢٧٢، انظر صَحِيح الْجَامِع:٣٤٢٤، الصَّحِيحَة: ٧٢١
(¬١٠) البزار في " مسنده " (ص ٣٢٥ - زوائده)، وابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (١/ ٤٠٧ / ٩٣٥)، انظر الصَّحِيحَة: ٢٤٨٠

يريد به المخفَّ من الذُّنوب وأسبابِ الدّنيا وعُلَقِها. النهاية (ج ٢ / ص ١٣٠)

الصفحة 1164