كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

الكراهية والعداء والحقد والتغيظ تأتي مكايدهم الظاهرة والخفية، وألوان حروبهم الساخنة والباردة، المادية والمعنوية.

وقد تعرضت البيانات القرآنية إلى كل ذلك، وحذرتنا من الركون إليهم، ومن الانزلاق في مزالقهم، والوقوع في حبائلهم، والاستجابة لوساوسهم ودسائسهم التي يقدمونها لنا على صفة نصائح، لنعرف خصومنا وأعداءنا، فنكون على حذر من مكائدهم ودسائسهم، ونستطيع أن نواجه كل مكيدة بما يفعلها، ونملأ الثغور التي يمكن أن ينفذوا منها بالحراس الأسود اليقظين.

* البيانات القرآنية:
أما البيانات القرآنية في هذا المجال فمتعددة، منها البيانات التالية:

(أ) يقول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) :
{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

فهذا النص يكشف موقفاً من مواقف الكافرين تجاه المؤمنين، فهم ما يودون (أي فهم يكرهون) أن يصيب المؤمنون خيراً، سواء أكان خيراً مادياً أو خيراً معنوياً، وذلك لأن كفرهم قائم على الأنانية والحسد، وكراهية الحق والتعصب الأعمى للعقائد الموروثة. وهذه العوامل تجعلهم يكرهون الخير للمؤمنين الذين يخالفونهم في عقيدتهم وفي منهج حياتهم.

إن الكافرين في كل هذا على عكس المؤمنين، وذلك أن المؤمنين يحبون الخير للناس أجمعين، وأول ما يحبون للناس النجاة والسعادة بالإيمان الإسلام وطاعة الله والرسول، وقيادة الخلق إلى الحق، ثم يحبون انتشار السلم والأمن والسعادة في الناس أجمعين، ومشاركة الناس لهم فيما هم فيه من سعادة ومجد وخير عظيم.

(ب) ويقول الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ

الصفحة 398