كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

نزل هذا النص لتربية المؤمنين بمناسبة ما فعل حاطب بن أبي بلتعة، إذ حاول أن يرسل إلى مشركي مكة خبر عزم الرسول على التوجه إليهم، وكان ذلك قبيل فتح مكة.

وقد اشتمل هذا النص على بيان موقف الكافرين من المؤمنين، ليقف المؤمنون منهم موقف الحذر وعدم الموالاة.

1- فالكافرون يعادون الله ويعادون المؤمنين، فهل يليق بالمؤمنين العقلاء أن يتخذوا من الكافرين أولياء يلقون إليهم بالمودة؟ {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} .

2- وسبب عدائهم أنهم كفروا بما جاءكم من الحق فهم مخالفون لكم في أصل العقيدة والخلاف في العقيدة يمثل تبايناً جذرياً بين المتخالفين {وقد كفروا بما جاءكم من الحق} .

3- ومن مظاهر عدائهم لكم أنهم قد أخرجوا الرسول وأخرجوكم فعلاً من دياركم وأموالكم في مكة، ويخرجون كل مؤمن، لأنهم وجدوكم قد آمنتم بالله ربكم، فنقموا عليكم ذلك، واعتبروكم أعداء للخلاف الاعتقادي الذي خالفتموهم فيه منذ آمنتم بالله ربكم وكفرتم بآلهتهم وعقائدهم الباطلة.

4- وقلوبهم مملوءة بالغيظ والحنق عليكم {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} .
إن رغبتهم ببسط الأيدي والألسن بالسوء إليكم رغبة متربصة، تنتظر فرصة سانحة حتى تتحول إلى تنفيذ مادي وتطبيق عملي.

وبسط الأيدي بالسوء يكون بالحرب والقتال، وبسط الألسنة بالسوء يكون بالطعن والتجريح والهزء والسخرية والسباب والشتائم ونحو ذلك.

5- {وودوا لو تكفرون} ، وهذه هي الرغبة الأساسية التي تحل مشكلة نفوسهم ضدكم، فهم ما نقموا منكم إلا أن تؤمنوا بالله العزيز الحميد.

(هـ) ويقول الله تعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول) :

الصفحة 401