كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

أما الأتباع فقد ذكرهم الله بقوله في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول) :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} .

فهؤلاء يجادلون في الله بغير علم، ويتبعون في جدالهم القادة الشياطين المردة، الذين يضلونهم ويسوقونهم إلى عذاب النار.

وأما القادة فقد ذكرهم الله بقوله في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول) :
{ومِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}

فهؤلاء يجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وهم يستكبرون بين الناس متعالين بموقفهم القيادي، ويعرضون إعراض كبر وترفع، ليحافظوا على منزلتهم في نفوس أتباعهم وفي نفوس الآخرين، ويزيد ذلك حينما تنكشف أو تبدأ تنكشف ثغرات الضعف في حججهم التي يسوقونها، فيلاحظ أن أحدهم كلما شعر بضعف موقفه في النقاش ثنى عطفه استكباراً ليضل عن سبيل الله، ومن أجل ذلك كان له عند الله عقابان، فله في الدنيا خزي، وله في الآخرة عذاب الحريق.

أمام هذا الواقع الذي عليه الكافرون اقتضت ضرورة حماية الدعوة وتثبيتها وتأييدها مقارعة السلاح بنظيره. فكان على المؤمنين أن يقاوموا الجدال بالجدال، ويقارعوا الحجة بالحجة، ويدحضوا الباطل بالحق، ولكن جدال المؤمنين يجب أن يكون جدالاً بالتي هي أحسن، وهذا ما أمر الله به رسوله إذ قال له في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول) :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

الصفحة 407