كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

ظهر تمييز المؤمنين على الكافرين، فللمؤمنين دار النعيم الخالد، وللكافرين دار الشقاء الأبدي.

5- الاحتجاج بتعللات القضاء والقدر، وفق المفاهيم الجبرية المرفوضة في الدين، وظاهر أن مثل هذا ليس بحجة أصلاً، ما دام الدين - الذي هو مصدره الوحيد -يرفضه ولا يقبله، وذلك لأن مفاهيم القضاء والقدر الصحيحة إنما نأخذها على الدين، فمن تعلل بعلة دينية يرفضه الدين نفسه، فقد كذَّب على الدين ليحتج عليه بما ليس فيه ولا منه.

6- جدال لا أساس له إلا الكبر الطبقي، كقول الكافرين عن فقراء المؤمنين: "لو كان خيراً ما سبقونا إليه" وهذه حجة مضحكة للعقلاء، وقد زينها في أذهانهم اغترارهم بأنفسهم واستكبارها بما لديهم من متاع الحياة الدنيا.

7- اللجوء إلى عمليات الصد عن استماع الحق، والشتائم الهزء والسخرية ونحو ذلك، مما يفعله المبطلون حينما تتهاوى حججهم، وتتساقط أدلتهم، وينقطعون فلا يستطيعون مجاراة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان.

(ج) نظرات تفصيلية حول جدلياتهم:
ونلقي في هذه الفقرة نظرات تفصيلية حول طائفة من جدليات الكافرين في قضايا الإيمان الكبرى، لنتبين مدى ما هم فيه من سقوط فكري فاضح حينما يعالجون قضايا تتعلق بعقائدهم ومناهجهم في الحياة، مخالفين فيها حقائق الدين وشرائعه.

* جدالهم حول قضية التوحيد:
لقد جادلت عاد قوم هود رسولهم هوداً عليه السلام في آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، مع أن معبوداتهم هذه لا تزيد في واقع حالها على أنها أسماء سموها هم وآباؤهم، لا يؤيد استحقاقها للعبادة سند من علم أو عقل، ولا سلطان من دين صحيح، وقد حكى الهل جدالهم لهود عليه السلام في سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول) :

الصفحة 409