كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَاذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً * وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلا?ئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُو?اْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُو?اْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً}

باستطاعتنا أن نحصي من النصوص السابقة مطالبهم ومقترحاتهم التعنتية التي علقوا إيمانهم بالرسول على وجود بعضها بما يلي:
الاقتراح الأول: أن يكون الرسول ملكاً لا بشراً، وهذا هو المطلب الأساسي الذي ينم عن كبر نفوسهم عن اتباع بشر مثله، ولو اصطفاه الله عليهم واختاره لحمل رسالته.

الاقتراح الثاني: أن ينزل إلى الرسول ملك يؤيده ويشهد له ويدعو إلى الله معه، يراه الناس ويخاطبونه.
الاقتراح الثالث: أن يلقي إليه كنز عظيم فيكون أغنى قومه.

الاقتراح الرابع: أن تكون له في الدنيا جنة كبيرة من نخيل وعنب تتفجر الأنهار خلالها تفجيراً، فإذا اكتسب مجد الثراء والغنى والرفاهية مثل عظماء الأرض اتبعوه.

الاقتراح الخامس: أن يفجر لهم من الأرض ينبوعاً يجري في مكة أو ما حولها كأنهار الشام ومصر والعراق.
الاقتراح السادس: أن يكون له بيت عظيم من زخرف (أي: من ذهب) يرتفع به ارتفاع الملوك العظماء.

الاقتراح السابع: أن ينزل عليهم العذاب الذي أنذرهم به، فيسقط السماء

الصفحة 415