كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

* العقوبة بالخذلان والهزيمة أمام جند الله:
ومن العقوبات المعجلة للكافرين خذلانهم وهزيمتهم أمام جند الله المؤمنين الصادقين القائمين بما أوجب الله عليهم، ولو كانوا أقل منهم عدة وعدداً، وإفساد تدبيراتهم ومخططاته ومكايدهم التي يدبرونها لمحاربة جند الله وإطفاء نور الله، وبذلك تتحقق حكمة الله ووعه في نصر أوليائه وخذل أعدائه.

قال الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :
{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ}

ففي هذا النص نلاحظ أن الغاية من خذلهم ونصر المؤمنين عليهم إضعاف قوتهم في الأرض بقطع طرف منهم، أو كبتهم، أي: إغاظتهم وإحزانهم، ليكون ذلك برهاناً على أن الله ولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم. والعاقل متى أدرك دلالة هذا البرهان كان ذلك محرضاً له على الإيمان.

ولذلك قال الله لرسوله في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :
{قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}

ووسائل خذلهم ونصر المؤمنين الصادقين عليهم كثيرة مختلفة، منها إلقاء الرعب في قلوبهم. ومنها توهين كيدهم ورد مكايدهم إليهم وجعلها في نحورهم. ومنها إمداد المؤمنين ضدهم بالقوة المعنوية العالية، وبالملائكة وبالأحداث الطبيعية، كالرياح والأمطار ومواقع الأرض وغير ذلك.

أما إلقاء الرعب في قلوبهم فيدل عليه قول الله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}

الصفحة 441