كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

{وَاعْلَمُو?اْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}

وقال لهم أيضاً:
{فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُو?اْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

وتحدث الله عن الكافرين عامة بمثل ذلك، فقال تعالى في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :
{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُو?اْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}

أي: لا يظنوا أنفسهم قد سبقوا المؤمنين بعددهم وعدتهم، فإنهم لا يعجزون المؤمنين الصادقين، لأن الله مع المؤمنين بمعونته وتأييده ونصره، ولكن على المؤمنين أن يقوموا بما أوجب الله عليهم، وأن يحققوا في أنفسهم الشروط التي يستحقون بها تأييد الله لهم، ونصرهم على عدوهم، ومن ذلك أن يعدّوا لأعدائهم ما يستطيعون من قوة، ومن أجل ذلك أتبع الله الآية السابقة بقوله:
{وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}

ومهما تكن مكايد الكافرين كثيرة وخطيرة وذكية فإن الله قد ضمن للمؤمنين توهين هذه المكايد، وردها عليهم، متى صدق المؤمنون وأخلصوا لله في جهادهم، وبذلوا ما في وسعهم في سبيل الله وهذا الضمان نلاحظه في قول الله الذي ذكرناه قريباً من سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :
{ذالِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}

وفي قول الله تعالى في سورة (الطور/52 مصحف/76 نزول) :

الصفحة 443