كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

وحين يعرضون على النار يساقون إليها زمراً بحسب أنواع كفرهم وظلمهم، أو بحسب كتلهم وزمرهم في الدنيا، وفي بيان هذا بقول الله تعالى في سورة (الزمر/39 مصحف/59 نزول) :
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُو?اْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَا قَالُواْ بَلَى وَلَاكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُو?اْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} .

إنهم يؤمرون بالدخول، وليس الدخول أمراً سهلاً، فمن الطبيعي أن يحجموا، لذلك فهم يدعون دعَّاً فيُدفعون بشدة، مهانين مُذَلِّين، قال الله تعالى في سورة (الطور/52 مصحف/76 نزول) :
{إِنَّ عَذَابَ رَبكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ * يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَاذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَاذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُو?اْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

وهذا الدَّع إلى جهنم لا بد أن ينتهي إلى كبكتهم فيها على وجوههم كالركام الذي يقذف بعضه على بعض، قال الله تعالى في سورة (النمل/27 مصحف/48 نزول) :
{وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

وقال تعالى في سورة (الشعراء/26 مصحف/47 نزول) :
{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}

الصفحة 456