كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ}

فمن هذه النصوص يتبين لنا أن طعامهم في دار العذاب من شجر فيها من زقوم، وأن شرابهم على هذا الطعام من الحميم.
والزقوم شجر منتن الراحئة مرُّ الطعم كالمهل (¬1) ، ينبته الله في أصل الجحيم / وإذا أكله آكله غلى في بطنه كغلي الحميم، وطَلع (¬2) هذا الشجر كأنه رؤوس الشياطين، ولكن الكافرين يجدون أنفسهم في دار عذابهم مضطرين لأن يأكلوا من شجر الزقوم، فيملؤوا بطونهم منه، ثم بعد ذلك يسرعون فيشربون وهم ظامئون من الحميم، لكن الحميم لا يطفئ شدة ظمئهم، وما يغلي في بطونهم، فيستزيدون ويستزيدون ويشربون شرب الهيم، والهيم هي الإبل التي يصيبها د اء يقال له: داء الهُيَام، فهي تشرب ولا تروى.

ثم يُعتَل الكافر ويؤخذ إلى سواء الجحيم، ثم يصب فوق رأسه من عذاب الحميم، ويقال له على سبيل الإهانة والإذلال: ذق إنك أنت العزيز الكريم.

ولهم أيضاً طعام آخر من غسلين، وهو في كلام العرب ما يخرج من الأشياء المستقذرة كالجراحة ونحوها عند غسلها، قال الله تعالى في سورة (الحاقة/69 مصحف/78 نزول) :
{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ * لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ}

3- وجاء في القرآن بيان لباسهم في دار عذابهم، إن لهم ثياباً خاصة من نار، تُقطَّع لهم على مقادير أجسادهم، قال الله تعالى في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول) :
{هَاذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ يُصَبُّ
¬_________
(¬1) المهل: المعدن المذاب، أو دردري الزيت، أو القيح والصديد.
(¬2) الطلع:: نور النخلة، وهو أول ما يطلع من ثمرها.

الصفحة 460