كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

ومن الغلو في الدين ادعاء أن التفصيلات المبينة في النصوص الإسلامية مشتملة على كل تنظيم ضروري لكل زمن وبيئة، وطبيعي أن يؤدي هذا الغلو إلى التخلف رغم السبق العظيم الذي كان يتمتع به المسلمون في عصورهم الذهبية.

أما أن الأسس الإسلامية تتسع في مفاهيمها العامة لكل التنظيمات الصالحة لكل زمان وبيئة فهذا هو الحق الذي لا غلو فيه.
* السبب الرابع - النظر الضيِّق المحدود، الذي يلازمه النظر إلى جوانب خاصة معينة من الإسلام، واعتبارها هي الإسلام كله:

ومن الطبيعي أن يسيء هذا النظر الضيق المحدود إلى المفاهيم الإسلامية الشاملة إساءة بالغة، ويفضي إلى تعظيم الأمور الصغيرة وتهويل شأنها، وإلى تصغير الأمور الكبيرة وتهوين شأنها.

وعلاج هذا السبب يكون بحركة تبصير كلي شامل عام للتعاليم الإسلامية، وإعطاء كل حكم منها حقه صفة ومقداراً وأهمية بالنسبة إلى سائر التعاليم.

ويضاف إلى ذلك ضرورة بيان الخطر الذي ينجم عن انعدام النظرة الشاملة إلى التعاليم الإسلامية الصحيحة.

* السبب الخامس - الجمود:

والجمود يفضي إلى تقييد التعاليم الإسلامية في حدود تطبيقات زمن معين، وبيئة معينة، جموداً عن ظواهر بعض النصوص أو التطبيقات الزمنية، مع أن أسس التعاليم الإسلامية واسعة على قدر اتساع قضايا الحياة ومشكلاتها، وهي صالحة لكل زمن وبيئة، وملائمة للفطرة الإنسانية.

وفهم هذه الحقيقة يحتاج إلى نسبة طيبة من التبصر والوعي والأناة وسعة الصدر.

* السبب السادس - التحلل:

وهذا السبب يقع في الطرف المباين للسبب السابق وهو مناقض له.

والتحلل يفضي إلى الخروج على التعاليم الإسلامية، أو المروق منها وطرحها

الصفحة 56