كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

وهذا هو سبيلنا مع أي عدو من أعداء الإسلام، أعداء الحق، حينما يوجه له شتيمة: "تزييف الواقع وتزوير الوعي لحقائقه" دون أن يقدم براهين صحيحة تثبت دعواه.

ولكنه حينما يقدم ما يراه دليلاً وحجة فإننا لا نسكت عن مناقشتها ونقضها وبيان المغالطات فيها.

وأما ادعاؤه: "أن الدين هو السلاح النظري الأساسي والصريح بيد الرجعية العربية، في حربها المفتوحة ومناوراتها الخفية على القوى الثورية والتقدمية في الوطن".
فلا شأن للإسلام حقيقة في هذا، والحق قد يتستر به المبطلون من كل جانب، ولا يضير الطود المنيع أن يتستر في ظله من الواديَين فريقان متصارعان متضادان في مذاهبهما.

أما التقدمية والرجعية والثورية وغير الثورية فألفاظ يطلقونها بأفواههم وفق أهوائهم.

لقد استخدموا الإباحية الفكرية واللفظية أسوأ استخدام، فقد يطلقون عبارة التقدمية على أقبح الرجعيات الفكرية والسلوكية، فالقتل والسحق والتمثيل بالقتلى والتشويه والتعذيب الذي لا يخطر على بال كبار المجرمين، والسلب والنهب وهتك الأعراض، وكل الموبقات تقدمية، مع أنها غاية في الهمجية الممعنة في الرجعية التاريخية، التي ترجع إلى الوحشية البهمية، وتجرُّع قوارير (الفودكا) حتى الارتماء على قمامات الشوارع هي في نظرهم تقدمية، مع أنها في الحقيقة رجعية إلى ما دون مستوى البهائم وأضل سبيلاً، والكفر بالله والإلحاد به تقدمية في نظرهم، مع أن الكفر بالله من رجعيات القرون الأولى. أما الصدق والأمانة والمحبة الإنسانية والإخاء وحسن المعاملة وسائر مكارم الأخلاق وفضائل السلوك فهي في نظرهم وتسمياتهم رجعيات، وهي أمور سخيفة يجب تركها والاستهانة بها.

أليس هذا التلاعب بالحقائق تنفيذاً للمخطط اليهودي الشامل، الذي يعمل

الصفحة 76