كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

على تجريد الأمة الإسلامية من كل قواها المقوّمة لكيانها، حتى تفقد كل مقاومة ضد عدوها، وتستلم لها استسلاماً كاملاً على ذل وضعة وعبودية؟

وهؤلاء الملاحدة هم من أخطر جنود تنفيذ هذه الخطة اليهودية العامة، ولا ضيرإذن أن يكون الإسلام سلاحاً ضدهم لأنهم أعداؤه، وهم ومبادئهم وأفكارهم ومخططاتهم أسلحة فتاكة مسلطة ضد الإسلام ومبادئه وعقائده وتشريعاته والمؤمنين به.
وفي كلام الماركسيين عن الرجعة العربية مغالطة قائمة على التعميم، فحينما يطلقون عبارتي الرجعية والرجعيين فإنهم يقصدون الإسلام والمسلمين ودعاته وحماته، ويقصدون أيضاً سائر الأنظمة العالمية المخالفة للنظام الماركسي، وحماة هذه الأنظمة والمستفيدين منها، وفي ضمن هذا التعميم المقصود يقذفون مغالطاتهم، إذ يوهمون بأن الإسلام في نظرياته ومفاهيمه وتشريعاته يدعم النظام الرأسمالي مثلاً، أو يدعم أنظمة الحكم الدكتاتورية، مع أن موقف الإسلام من الأنظمة الرأسمالية المخالفة له مثل موقفه من الأنظمة الماركسية، يخالف هذه وتلك، ويقاوم هذه وتلك، ولا يدعم هذه ولا تلك، إن الإسلام نظام غيرهما جميعاً.

هذه هي حقيقة الإسلام التي تشتمل عليها نصوصه، ويعترف بها المسلمون الصادقون، ولكن ما نصنع بالذين يستغلون اسم الإسلام لنصرة مذاهبهم التي تخالف الإسلام وهو لا يعترف بها؟

هذا عيب في الناس وليس عيباً في الدين نفسه، ونفاق الناس للمذاهب والأنظمة، وتسترهم بها، واحتماؤهم بقواها، موجود في كل موقع فكري أو جماعي، ولا يمكن أن يدفعه إلا نظام صحيح ثابت، له في الأرض قوة تحمي مبادئه بحق، وتكشف باستمرار المزيفين الذين يستخدمون اسمه وقوة الجماهير التي تنتسب إليه لدعم انحرافاتهم.

فبالنفاق والتزوير والمخادعة قد يستخدم النظام الماركسي اسم الإسلام سلاحاً لدعم نظامه وحمايته، إذا وجد جماهير تنخذع بنفاقه وتزويره، ووجد أجراء

الصفحة 77