كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم

رجعية معطّلة، بين قوى طبقية مسيطرة، وقوى متمردة مسحوقة مستغلة (الدعوة لبناء الجسور بين الطبقات باسم الإصلاح والتسامح والمحبة وغيرها من القيم الروحية) ولا شك أن عملية التزييف هذه تعمل في صالح مجموعة مصالح طبقية ضيقة ومسيطرة، تنزع نحو الاستماتة في المحافظة على نفسها وعلى مواقعها، وبذلك نحو فرض أيديولوجيتها الدينية ومنظورها الميثولوجي المزيف للواقع على المجتمع بأسره، وعلى حياته الفكرية والثقافية بكاملها تقريباً ".

(أ) إذا تركنا شتائم (العظم) للفكر الديني في هذا النص، لأننا عالجناها فيما سبق، فإننا نلاحظ أن الذي يلعب دور التزييف بكل معانيه وصوره هو الفكر اللاديني الإلحادي، لا الفكر الديني المؤمن.

فاللادينيون هم الذين يصنعون هذه التزييفات ويستغلونها لستر واقعهم المعادي لجماهير الأمة، والكثرة الكاثرة من شعوبها، ولمبادئ هذه الجماهير وقيمها وأخلاقها وتاريخها ومؤسساتها.
(ب) أما ما زعمه من تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي والعلم، فقد كشفنا بطلانه بالشرح العلمي المركز في الفصل الثاني من هذا الكتاب، وأثبتنا بالبراهين المنطقية أنه لا نزاع مطلقاً بين الدين الصحيح والعلم اليقيني الثابت، وسنزيد هذا بياناً في جدليات تفصيلية، نعالج فيها كشف أكاذيبه وتزييفاته في الفصل الثامن من هذا الكتاب، والواقع أن الملاحدة وكل اللادينيين هم الذين يزيفون حقيقة العلاقة بين اللادين والعلم، إذ يصورون كذباً وزوراً أن العلم صديق الإلحاد، أو صديق اللاتديُّن، ويحاول جهدهم ويكدون كداً لاهثاً ليثبتوا وجود التناقض بين الدين والعلم، ويصنعون كل ألوان التزييف والتزوير لإثبات هذه الفرية، ليتوصلوا من ذلك إلى نقض الدين وإبطاله.

فمن المزيف للحقيقة والواقع؟؟

(ج) وأما ما زعمه من تزييف حقيقة العلاقة بين الدين الإسلامي والنظام السياسي مهما كان نوعه (الاشتراكية - العربية - العلمية الإسلامية - المؤمنة - الثورية) .

الصفحة 79