كتاب سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله

1- فالمسيح يقر بعبوديته لله، وأن الله ربه ورب العالمين.
2- ثم يحذر المشركين من الخلود في النار وفقد النصير.
3- يؤكد لهم القرآن أن المسيح رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه بارة تقية، وهما كانا من البشر يأكلان ويشربان كما يأكل البشر ويشربون وليسا بإلهين، لأن الكون كله ليس فيه إلا إلهٌ واحد.
4- ثم يلفت أنظارهم إلى ضلال مسعاهم، وكيف يعبدون من دون الله من هو عاجز مثلهم لا يملك لنفسه ولا لهم مثقال ذَرَّة من الضر أو النفع؟
{يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} .
{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .
بهذا البيان، وبهذا الوضوح واجه القرآن العظيم مزاعم أهل الكتاب بالحكمة والموعظة الحسنة، ولو كان الإسلام دين إرهاب وعنف لعجل القضاء عليهم، ولأغرى المؤمنين بهم، ولكنه أخلص لهم في النصح ووضع في أيديهم براهين ودلائل سلمية لو فحصوها وتأملوها وعملوا بمقتضاها لكانوا من السعداء في الدنبا والآخرى ... ولكن ... ؟
* * *
* عَدُلٌ وإنصاف:
في القرآن الكريم مبدأ عظيم من مبادئ العدل والإنصاف، أمر الله به جماعة المسلمين

الصفحة 65