كتاب سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله

وهذا تكذيب صريح لما جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} أي لما يرونه من العذار. {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} .
ويقول الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: "القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار".
ومرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبرين فقال في صاحبيهما: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير ... ".
أمع هذا يقال: أنَّ ما جاء في عذاب القبر خزعبلات وخرافات وتنشر هذا الكلام صحيفة من أ'رق الصحف المصرية وأوسعها انتشاراً؟!
هذا هو الوضع الراهن للشيوعيين "الأيتام" في مصر الآن، إنهم يتمتعون بحريات أكثر من أي عهد مضى، وهذا من شأنه أن يترك الحليم حيران، وليس الأمر مقصوراً على مصر وحدها، فما أكثر الأقطار الإسلامية التي اجتاحها الفكر الإلحادي المدمر، وقال المسيرة فيها ردحاً من الزمن ولا يزال؟!
والجماهير المسلمة شُغِلت عما يراد بها، ولها، بمشكلات الحياة اليومية من جهة، وبالخوف والتخويف من جهة أخرى، حتى أصبح لسان حال كل فرد منهم أن يقول لنفسه: انُج يا سعد، فقد هلك سعيد؟ هذا هو الواقع الؤسف الذي تعبأ فيه كل الجهود عالمياً ومحلياً لتقليص ظل الإسلام، والورقة الرابحة في أيدي خصوم الإسلام - الآن - هو وصفالإسلام بالإرهاب الفكري والمادي، وكبت الحريات. ونحن في هذه الدراسة التي ترجمنا لها بـ: "سماحة الإسلام منهجاً وسيرة" نتصدى لهذه الفرية موضوعياً، ونفند شبهات القائلين بها شبهو شبهة، سواء أكان القائل الغرب أو عملاءه من الشرق.

الصفحة 7