كتاب سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله

أو من لعنة مثل لعنة أصحاب السبت من اليهود الذين حرَّم الله عليهم العمل فيه وأمرهم بأن يخصوه بالعبادة وحدها. فخالفوا فلعنهم الله.
ثم يبين لهم أن الشرك الذي هم فيه أعظم الذنوب، وأن الله لا يغفره لأحد، ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء.
إن الدعوة إلى الإسلام كانت تقابل بذاءات أهل الكتاب بالحسنى ولا تجاريهم في حماقاتهم وبذاءاتهم بل تقتصر على بيان الحق الذي يجب الإيمان به، وتفنيد الباطل الذي يشغبون به فذ وجه الحق، ولم يحدث أن دعا القرآن المسلمين لقتالهم لمجرد أنهم رافضون للإذعان للحق، وما شهر في وجوهم سلاحاً، ولا استباح أموالهم إلا حين تآمروا على الإسلام وبدأوا العدوان على المسلمين. فأين الإرهاب والعنف وسفك الدماء ومصادرة الحريات التي يتهمون بها الإسلام في الغرب - ومعهم عملاؤهم من الشرق - أليست هذه فريات ليس لها في منهج الإسلام ولا في سيرته سند، ولا دليل؟
ومن شواهد سماحة الإسلام مع أهل الكتاب - يهوداً ونصارى - لفت أنظارهم في لين ورفق في كثير من الآيات. ومن ذلك قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} .
وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} .
إن الشعار الذي يردده المبشرون والمستشرقون كثيراً، وهو: "أسلموا أو تقتلوا" شعار

الصفحة 74