كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات

كره لكم، وَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَهُوَ خير لكم، وَعَسَى أَن تحبوا شَيْئا وَهُوَ شَرّ لكم، وَالله يعلم وَأَنْتُم لَا تعلمُونَ} .
قومُوا، قومُوا يَا أهل الْعلم فقد قَامَ أعداؤكم لحربكم وفنائكم على قدم وسَاق وَلم يألوا جهداً فِي محقكم ومحق دينكُمْ وَكِتَابكُمْ وهداية وأنوار نَبِيكُم، فقاتلوهم، وَلَا تقهقروا وَلَا تهنوا وَلَا تضعفوا وَلَا تستكينوا واصبروا وَأَنْتُم الغالبون وَأَنْتُم الأعلون وَأَنْتُم المنصورون إِن كُنْتُم مُؤمنين.
أما سَمِعْتُمْ الله تَعَالَى يَقُول: {وكأين من نَبِي قَاتل مَعَه ربيون كثير فَمَا وهنوا لما أَصَابَهُم فِي سَبِيل الله، وَمَا ضعفوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَالله يحب الصابرين، وَمَا كَانَ قَوْلهم إِلَّا أَن قَالُوا رَبنَا اغْفِر لنا ذنوبنا وإسرافنا فِي أمرنَا وَثَبت أقدامنا وَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين، فآتاهم الله ثَوَاب الدُّنْيَا وَحسن ثَوَاب الْآخِرَة. وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ} {} (فَلَا تهنوا وَلَا تحزنوا وَأَنْتُم الأعلون إِن كُنْتُم مُؤمنين} {فَلَا تهنوا وَتَدعُوا إِلَى السّلم وَأَنْتُم الأعلون وَالله مَعكُمْ وَلنْ يتركم أَعمالكُم} {} (وَلَا تهنوا فِي ابْتِغَاء الْقَوْم إِن تَكُونُوا تأملون فَإِنَّهُم يألمون كَمَا تألمون، وترجون من الله مَا لَا يرجون، وَكَانَ الله عليما حكيما} .
قومُوا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ جَمِيعًا قومة رجل وَاحِد، وَاقْتَدوا بالذين {قَالَ لَهُم النَّاس: إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا، وَقَالُوا: حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل. فانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل لم يمسسهم سوء، وَاتبعُوا رضوَان الله وَالله ذُو فضل عَظِيم} .
قومُوا أَيهَا الْعلمَاء فحرضونا على الْقِتَال، فَلم يبْق للغفلة وَلَا للسكوت مَكَان وَلَا مجَال، قومُوا إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالرَّسُول وَالْيَوْم الآخر

الصفحة 347