كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات

من بني إِسْرَائِيل وكفرت طَائِفَة، فأيدنا الَّذين آمنُوا على عدوهم فَأَصْبحُوا ظَاهِرين} . أما سَمِعْتُمْ عليا وَهُوَ يَقُول يحرض على الْقِتَال.
أَيهَا النَّاس: إِن الله تَعَالَى ذكره، قد دلكم على تِجَارَة تنجيكم من الْعَذَاب وتشفي بكم على الْخَيْر، إِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله، وَجِهَاد فِي سَبيله، وَجعل ثَوَابه مغْفرَة الذُّنُوب، ومساكن طيبَة فِي جنَّات عدن، ورضواناً من الله أكبر، وأخبركم بِالَّذِي يحب فَقَالَ: {إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا، كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص} . فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص. وَقدمُوا الدراع وأخروا الحاسر، وعضوا على الأضراس، فَإِنَّهُ أنبى للسيف عَن الْهَام وأربط للجأش وأسكن للقلوب، وأميتوا الْأَصْوَات فَإِنَّهُ أطْرد للْقَتْل وَأولى بالوقار، ورايتكم فَلَا تميلوها، وَلَا تزيلوها، وَلَا تجعلوها إِلَّا بأيدي شجعانكم المانعي الذمار، ثمَّ تكلم عَن الْفِرَار وَقَالَ: من يفعل ذَلِك مقته الله، فَلَا تعرضوا لمقت الله، فَإِنَّمَا مردكم إِلَى الله؛ قَالَ تَعَالَى لقوم عابهم: {لن ينفعكم الْفِرَار إِن فررتم من الْمَوْت أَو الْقَتْل وَإِذن لَا تمتعون إِلَّا قَلِيلا} وأيم الله، إِن فررتم من سيف الله العاجلة، لَا تسلمون من سيف الْآخِرَة، اسْتَعِينُوا بِالصّدقِ وَالصَّبْر، فَإِنَّهُ بعد الصَّبْر ينزل النَّصْر، وَقَالَ:
أَلا إِنَّا ندعوكم إِلَى الله، وَإِلَى رَسُوله، وَإِلَى جِهَاد عدوه، والشدة فِي أمره، وابتغاء مرضاته، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت وَصِيَام شهر رَمَضَان، وتوفير الْفَيْء على أَهله، أَلا إِنَّكُم لاقوا الْعَدو غَدا إِن شَاءَ الله،

الصفحة 352