كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات

فأطيلوا اللَّيْلَة الْقيام وَأَكْثرُوا تِلَاوَة الْقُرْآن، واسألوا الله الصَّبْر والنصر، والقوهم بالجد والحزم وَكُونُوا صَادِقين أهـ.
يَا مُلُوك الْإِسْلَام. يَا مُلُوك الْعَرَب. يَا رُؤَسَاء الشرق أجمع. يَا عُلَمَاء الْإِسْلَام وَيَا شباب الْمُسلمين. أجدادكم دوخوا مُلُوك الْعَالم شرقاً وغرباً ودكدكوا عروشهم حَتَّى أرغموهم على دفع الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون، فكونوا أبطالا كجدكم الْمِقْدَاد بن عمر وَالْقَائِل للرسول حينما دعاهم إِلَى غَزْوَة بدر، يَا رَسُول الله أمض لما أَمرك الله بِهِ. فَنحْن مَعَك. وَالله لَا نقُول لَك كَمَا قَالَت بَنو إِسْرَائِيل لمُوسَى {اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ فوالذي بَعثك بِالْحَقِّ لَو سرت بِنَا لي برك الغماد لجالدنا مَعَك من دونه حَتَّى تبلغه.
وَكَذَلِكَ قَالَ جدكم البطل الْعَظِيم سعد بن معَاذ: يَا رَسُول الله قد آمنا بك وَصَدَّقنَاك، وَشَهِدْنَا أَن مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحق، وَأَعْطَيْنَاك على ذَلِك عُهُودنَا وَمَوَاثِيقنَا على السّمع وَالطَّاعَة. فَامْضِ يَا رَسُول الله لما أَمرك الله. فوالذي بَعثك بِالْحَقِّ لَئِن اسْتعْرضت بِنَا هَذَا الْبَحْر فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك مَا يتَخَلَّف منا رجل وَاحِد. وَمَا نكره أَن تلقى بِنَا عدونا غَدا، إِنَّا لصبر عِنْد الْحَرْب، صُدُق عِنْد اللِّقَاء. وَلَعَلَّ الله يُرِيك منا مَا تقر بِهِ عَيْنك، فسر بِنَا على بركَة الله.
وَكَذَلِكَ جدكم الصنديد الشهير، عَمْرو بن الجموح الَّذِي نزل هَذِه المعركة فصَال فِيهَا وجال وَقَالَ:
(ركضنا إِلَى الْكَرِيم بِغَيْر زَاد ... إِلَّا التقى وَعمل الْمعَاد)

(وَالصَّبْر فِي الله على الْجِهَاد ... وكل زَاد عرضة النفاد)

(إِلَّا التقى وَعمل الْمعَاد ... )

الصفحة 353