كتاب الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم

الإسلامي ". وقبل أنْ أروي قصَّتي معه أحب أنْ أعترف بفضله ودماثة خلقه واعترافه بالحق حين يظهر له ..

لما كنا طلابا في السَنَةِ الثانية والثالثة في قسم تخصص المادة في الفقه والأصول وتاريخ التشريع «العالمية من درجة أستاذ» في كلية الشريعة، وكان ذلك عام 1939، عيَّنت مشيخة الأزهر في عهد الشيخ المراغي - رَحِمَهُ اللهُ -، الدكتور علي حسن عبد القادر أستاذاً لنا يدرّس تاريخ التشريع الإسلامي، وكان قد أنهى دراسته في ألمانيا حديثاً، وهو مُجازٌ من كلية أصول الدين في قسم التاريخ، ومكث في ألمانيا أربع سنوات حتى أخذ شهادة الدكتوراه في قسم الفلسفة على ما أذكر.

كان أول درس تلقَّيناه عنه أنْ بدأه بمثل هذا الكلام:
«إني سأدرِّسُ لكم تاريخ التشريع الإسلامي، ولكن على طريقة علمية لا عهد للأزهر بها، وإني أعترف لكم بأني تعلمت في الأزهر قرابة أربعة عشر عاماً فلم أفهم الإسلام، ولكني فهمت الإسلام حين دراستي في ألمانيا»، فعجبنا - نحن الطلاب - من مثل

الصفحة 12