كتاب الرد على السبكي في مسألة تعليق الطلاق (اسم الجزء: 1)

فصلٌ
قال المعترض:
(السادس عشر: ما رواه البيهقي في كتاب (دلائل النبوة) في الجزء السادس بإسناده إلى الواقدي، ثم قال: وذكر موسى بن عقبة في المغازي هذه القصة بمعنى ما رويناه إلا أنه ذكر في قصة الكنز أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل كنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق عن ذلك، وسأل مع كنانة حيي بن الربيع بن أبي الحقيق فقالا: أنفقناه في الحرب، ولم يبق منه شيء. وحَلَفَا له على ذلك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «برئت منكما ذمة الله وذمة رسوله إنْ كان عندكما» أو قال نحوًا من هذا القول. فقالا: نعم؛ فأشهد عليهما، ثم أمر الزبير بن العوام أنْ يُعَذِّبَ [١٦/ ب] كنانةَ فعذَّبَهُ حتى خافه فلم يعترف بشيء (¬١).
وفي رواية الواقدي في مصالحته يهود: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وبرئت منكما ذمة الله وذمة رسوله إنْ كتمتموني شيئًا» فصالحوه (¬٢).
ورواه البيهقي من طريق آخر قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو جعفر البغدادي قال: [حدثنا علاثة] (¬٣)، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة،
---------------
(¬١) دلائل النبوة (٤/ ٢٣٣).
(¬٢) أخرجه الواقدي في مغازيه (٢/ ٦٧١) ــ ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٢٢٦) ــ عن جماعةٍ من شيوخه.
وأخرجه ابن شبةَ في تاريخ المدينة (٢/ ٤٦٤) من مراسيل ابن شهاب.
وقال ابن تيمية في الصارم المسلول (٢/ ١٥٥) عن رواية الواقدي لقصة كعب بن الأشرف: وما ذكره الواقدي عن أشياخه يوضح ذلك ويؤيده، وإنْ كان الواقدي لا يُحتجُّ به إذا انفرد، لكن لا ريب في علمه بالمغازي، واستعلام كثيرٍ من تفاصيلها من جهته ....
(¬٣) زيادة من «التحقيق» ودلائل النبوة.

الصفحة 52