كتاب الرد على السبكي في مسألة تعليق الطلاق (اسم الجزء: 2)
قال ابن حزم (¬١): (وصح عن طاووس أنه قال: الحلفُ بالعتاق ومالي هدي وكل شيء له في سبيل الله وهذا النحو= كفارة يمين). وقد نَقَلَ ذلكَ عن طاووس غير واحد، كمحمد بن نصر المروزي (¬٢) وابن عبد البر (¬٣) وغيرهما.
وروى الأثرم في سننه (¬٤): عن أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه في قوله: (إِنْ لم أفعل كذا وكذا فأنا مُحْرِمٌ بحجة. قال: يمين يكفرها).
وقال سعيد في سننه (¬٥): حدثنا حماد بن زيد، عن ليث، عن طاووس في الرجل يقول: (إِنْ لم أفعل كذا وكذا فامرأتي طالق إن شاء الله = فله ثنياه في الطلاق والعتاق).
وقال أيضًا (¬٦): حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا ليث، عن عطاء وطاووس ومجاهد والنخعي والزهري أنهم قالوا في قول الرجل لامرأته: (أنت طالق إِنْ لم أفعل كذا وكذا إن شاء الله فلم يفعل = فله ثنياه).
فهذا يدل على أن الحلف بالطلاق منعقد عنده، ينفع فيه الاستثناء، ولو كان باطلًا ــ كما يقوله مَنْ يجعلها يمينًا لغوًا ــ لم يحتج إلى الاستثناء، بل
---------------
(¬١) المحلى (ص ٩٩١).
(¬٢) في اختلاف الفقهاء (ص ٤٩٢).
(¬٣) في الاستذكار (١٥/ ١٠٥).
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨/ ٤٥٣) وإسناده صحيح.
(¬٥) (٢/ ٣٥/ ح ١٨١٢)، وقد تقدم (ص ٢٢١).
(¬٦) (٢/ ٣٥/ ح ١٨١٣)، وقد تقدم (ص ٢٢١).