كتاب صور من حياة الصحابيات

وكان خلال عاميه هذين ينمو نموّاً لا يشبه نمو أقرانه ...
فهو ما كاد يتم سنتيه عندنا حتَّى غدا غلامًا قويًا مكتملًا.
****
عند ذلك قدمنا به على أمِّه، ونحن أحرص ما نكون على مكثه عندنا، وبقائه فينا، لما كنَّا نرى في بركته، فلمَّا لقيت أمَّه طمأنتها عليه وقلت:
ليتك تتركين بُنيِّ عندي حتَّى يزداد فُتوَّةً وقُوَّةً ...
فإني أخشى عليه وباء مكَّة ...
ولم أزل بها أقنعها وأرغِّبها حتَّى ردَّته معنا ...
فرجعنا به فرحين مستبشرين.
****
ثمَّ إنه لم يمض على مقدم الغلام معنا غير أشهرٍ معدودات حتَّى وقع له أمر أخافنا ... وأقلقنا ...
وهزَّنا هزًّا.

الصفحة 15