كتاب صور من حياة الصحابيات

الخندق في مواجهة قريش وأحلافها، وقد شُغلوا عن النِّساء والذَّراري بمنازلة العدو.
أبصرت صفيَّة بنت عبد المطَّلب شبحًا يتحرَّك في عتمة الفجر، فأرهفت له السَّمع، وأحدَّت إليه البصر ...
فإذا هو يهوديٌّ أقبل على الحصن، وجعل يُطيف به متحسِّساً أخباره متجسِّساً على من فيه.
فأدركت أنَّه عينٌ (¬1) لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجالٌ يدافعون عمَّن فيه، أم إنَّه لا يضمُّ بين جدرانه غير النِّساء والأطفال.
فقالت في نفسها: إنَّ يهود بني «قُريظة» قد نقضوا ما بينهم وبين رسول الله من عهدٍ وظاهروا (¬2) قريشًا وأحلافها على المسلمين ...
وليس بيننا وبينهم أحدٌ من المسلمين يدافع عنَّا،
¬_________
(¬1) عين لبني قومه: جاسوس لهم.
(¬2) ظاهروا قريشا: أعانوا قريشا.

الصفحة 31