كتاب صور من حياة الصحابيات

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه مرابطون في نحور (¬1) العدوِّ ...
فإن استطاع عدوُّ الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود النِّساء واسترقوا الذَّراري، وكانت الطَّامَّة (¬2) على المسلمين.
****
عند ذلك بادرت إلى خمارها فلفَّتهُ على رأسها، وعمدت إلى ثيابها فشدَّتها على وسطها، وأخذت عمودًا على عاتقها (¬3)، ونزلت إلى باب الحصن فشقَّته في أناةٍ وحذقٍ، وجعلت ترقب من خلاله عدوَّ الله في يقظةٍ وحذرٍ، حتَّى إذا أيقنت أنَّه غدا في موقفٍ ... يُمكِّنُها منه ...
حملت عليه حملةً حازمةً صارمةً، وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضًا ...
¬_________
(¬1) في نحور العدو: في وجوه العدو وقبالته.
(¬2) الطامة: المصيبة الكبرى، وسميت القيامة طامة لأنها تطم كل شيء، أي تعم ولا تترك شيئا.
(¬3) علي عاتقها: على كتفها.

الصفحة 32