كتاب صور من حياة الصحابيات

ثمَّ أقبل الرَّجل الذي ضرب ابني، فقال الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام:
(هذا ضارب ابنك يا أمَّ عمارة).
فما أسرعت أن اعترضت سبيله وضربته على ساقه بالسَّيف، فسقط صريعًا على الأرض ...
فأقبلنا عليه نتعاوره (¬1) بالسُّيوف ونطعنه بالرِّماح حتَّى أجهزنا (¬2) عليه، فالتفت إليَّ النَّبيِّ الأعظم - صلى الله عليه وسلم - مبتسمًا وقال:
(لقد اقتصصت منه يا أمَّ عمارة ...
والحمد لله الذي أظفرك به ...
وأراك ثأرك بعينك).
****
لم يكن ولدًا أمِّ عمارة أقلَّ شجاعةً وبذلًا من أمِّهما وأبيهما، ولا أدنى تضحيةً وفداءً منهما ...
¬_________
(¬1) نتعاوره: نضربه واحدا بعد آخر.
(¬2) أجهزنا عليه: قضينا عليه وأهلكناه.

الصفحة 69