كتاب صور من حياة الصحابيات

ومالكٌ يتعصَّب لدين الآباء والأجداد في عنادٍ ...
وكانت الغميصاء تملك من قوَّة الحجَّة ما تفحم (¬1) به زوجها، وكان في دعوتها من نور الحقِّ ما يفضح باطله الواهي (¬2) المتهافت (¬3) ...
وكان لمالكٍ صنمٌ من خشبٍ يعبده من دون الله، فكانت تحاجُّه في أمره قائلةً:
أتعبد جذع شجرةٍ نبت في الأرض التي تطؤها بقدميك، وترمي فيها فضلاتك؟! ...
أتدعو- من دون الله- خشبةً نجرها لك حبشيُّ من صنَّاع المدينة؟!.
ولمَّا ضاق الزَّوج ذرعاً بحجج زوجته الدَّامغة (¬4) غادر المدينة ومضى هائماً على وجهه متَّجهاً نحو بلاد
¬_________
(¬1) ما تُفحم: ما تسكت به زوجها من الدليل والبرهان.
(¬2) الواهي: الضعيف الذي لا قوام له.
(¬3) المتهافت: المتساقط المتداعي.
(¬4) الدَّامغة: التي لا يجد الخصم عنها حولاً.

الصفحة 97