كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 2)

قلت: وهذه قاعدة مهمة، نبه عليها الحافظ ابن القيم رحمه الله. وعليها جرينا
ونجري في كتابنا وفي الكتب الأخرى إن شاء الله تعالى، وعلى ذلك أئمة الحديث
كما قال ابن القيم؛ ومنهم خاتمة الحفاظ المحققين: الحافظ ابن حجر. وأقرب مثال
منه على ذلك قوله في (ندبة) هذه: إنها "مقبولة"؛ أي: حيث تتابع؛ وإلا فهي
لينة الحديث، كما قد نص عليه في "المقدمة"
والحديث أخرجه النسائي (1/54- 55 و 67) ، والدارمي (1/246) ،
والبيهقي (3/311) ، وأحمد (6/332 و 335- 336) من طرق عن الليث ... به.
وكذا أخرجه الطحاوي (2/21) .
وقد تابعه شعيب بن أبي حمزة- عند البيهقي-، ومحمد بن إسحاق- عند
أحمد- كلاهما عن الزهري ... به نحوه.
وتابعهم يونس: عند الطحاوي.
وأما الطريق الآخر؛ فهو عند مسلم (1/167) ، وأبي عوانة (1/359- 310) ،
والدارمي (1/244) ، وأحمد (6/335) عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيَّضٌ.
وأخرجه البخاري أيضا (1/321) ، والمصنف نحوه. ويأتي برقم (1883) .
وله عنها طريق ثالث: عند مسلم وأبي عوانة.
ومن شواهده: ما أخرجه ابن ماجه (1/219) من طريق ابن إسحاق عن يزيد
ابن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حُدَيْج عن معاوية بن أبي
سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
سالتها: كيف كنتِ تصنعين مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحيضة؟ قالت: كانت

الصفحة 26