كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 2)

" هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ خشية الإرسال، وقد سمعِ
الحسن من عمران بن حصين "، ووافقه الذهبى. ولذلك صححا هذا الحديث أيضآ
كما يأتي.
وممن جزم بذلك أيضا البزار؛ حيث ذكر عمران بن حصين في الصحابة الذين
سمع منهم الحسن، كما في "نصب الراية"! 1/90) .
وجنح إلى هذا ابن حزم؛ حيث صحح الحديث، كما ستراه قريباً.
وهو الذي نرجِّحه ونميل إليه: أن الحسن سمع من عمران في الجملة؛ ولكننا
لا نرى صحة حديثه عنه إذا لم يصرح بسماعه منه، كما ذكرنا مراراً: أن الحسن
معروف بالتدليس، فلا يحتجُّ به إذا عنعن. وهذا الحديث من الأحاديث التي
وقفنا على تصريحه فيه بالتحديث؛ فكان حديثاً صحيحاً.
وأما الأحاديث الأخرى؛ فهي في "المسند" فأخرج (4/440 و 445) من
طريق البارك عن الحسن: أخبرني عمران بن حصين مرفوعآ حديثين:
أحدهما: في النهي عن المثلة، وسيأتي إن شاء الله تعالى في الجهاد من هذا
الكتاب (رقم 2393) .
والآخر: في النهي عن الحلقة من أجل الواهنة، وهو في الطب من "سنن ابن
ماجه "، و "المستدرك " (4/216) معنعناً، وصححه هو والذهبي!
لكن البارك- وهو ابن فَضَالة- مشهرر بالتدليس، ولم يصرح بسماعه من
الحسن.
ثم أخرج أحمد (4/436) من طريق شريك بن عبد الله عن منصور عن
خيثمة عن الحسن قال:

الصفحة 337