كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 3)

وفيه إثبات الدوران في الأذان؛ وهو مما يدل على ضعف رواية قيس بن الربيع
الذي نفى الدوران.
لكن قد ذكر البيهقي أن هذه اللفظة: (ويدور) رواها عبد الرزاق إجازةً عن
سفيان عن عون بن أبي جحيفة ... مدرجاً في الحديث. وبيَن ذلك الحافظ في
"الفتح " (2/91) ، فقال:
" فأما قوله: (ويدور) فهو مدرج في رواية سفيان عن عون، بيَن ذلك يحيى
ابن آدم عن سفيان عن عون عن أبيه قال: رأيت بلالاً أذَن، فأتبع فاه ههنا وههنا،
والتفتَ يميناً وشمالاً. قال سفيان: كان حجاجِ- يعني: ابن أرطاة- يذكر لنا عن
عون أنه قال: فاستدار في أذانه، فلما لقينا عونآ؛ لم يذكر فيه الاستدارة. أخرجه
الطبراني وأبو الشيخ من طريق يحيى بن آدم. وكذا أخرجه البيهقي من طريق
عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان، لكن لم يُسَمَ حجاجاً، وهو مشهور عن
حجاج. أخرجه ابن ماجه وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وغيرهم من طريقه.
ولم يتفرد به؛ بل وافقه إدريس الأودي ومحمد العرزمي عن عون، لكن الثلاثة
ضعفاء. وقد خالفهم من هو مثلهم أو أمثل، وهو قيس بن الربيع، فرواه عن عون
فقال في حديثه: ولم يستدر. أخرجه أبو داود ".
قلت: ثم ذكر الحافط الجمع بين الروايتين بنحو ما نقلناه عن البيهقي آنفاً، ثم
قال:
" وأما وضع الإصبعين في الأذنين؛ فقد رواه مُؤَفَلٌ عن سفيان. أخرجه أبو
عوانة. وله شواهد ذكرتها في "تغليق التعليق "، أصحها ما رواه أبو داود واين حبان
من طريق أبي سلام الدمشقي أن عبد الله الهوزني حدثه قال: قلت لبلال: كيف
كانت نفقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث، وفيه: قال بلال: فجعلت أصبعي في
أذني فأذنت ".

الصفحة 12