كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 4)

إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا عَجِلَ به آمر؛ صنع مثل الذي صنعتُ.
فسار في ذلك اليوم والليلة مسيرةَ ثلاث.
(قلت: إسناده صحيح، لكن قوله: قبل غيوب الشفق ... شاذ،
والمحفوظ: انه أخر المغرب إلى أن غاب الشفق، فجمع بين الصلاتين. كذلك
أخرجه الشيخان والمصنف (1090) . وكذا في الرواية الآتية) .
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ المحاربي: ثنا محمد بن فضَيل عن أبيه عن
نافع وعبد الله بن واقد.
قال أبو داود: " رواه ابن جابر عن نافع ... نحو هذا بإسناده ".
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير المحاربي، وهو
ثقة.
إلا أن قوله: قبل غيوب الشفق ... خطأ من بعض رواته، لا أدري من هو؟!
غير أن النظر الصحيح يقضي بأنه خظأً؛ لاتفاق الحفاط من أصحاب نافع على
خلافه. قال البيهقي (3/160) :
" اتفقت رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن
عمر، وأيوب السَّخْتِيَانيِّ، وعمر بن محمد بن زيد عن نافع: على أن جمع ابن
عمر بين الصلاتين كان بعد غيبوبة الشفق. وخالفهم من لا يدانيهم في حفظ
أحاديث نافع. ورواية الحفاظ من أصحاب نافع أولى بالصواب؛ فقد رواه سالم بن
عبد الله، وأسلم مولى عمر، وعبد الله بن دينار، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن
أبي ذؤَيْب- وقيل: ابن ذُؤيب- عن ابن عمر ... نحو روايتهم ... "، ثم أطال في
تخريجها. وراجع لها "المسند" (2/4 و 12 و 51 و 54 و 77 و 80) .

الصفحة 374