كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 4)

لكن يقؤيه ما أخرجه البيهقي أيضا من طريق شعبة عن عبد العزيز بن رُفَيْع
عن رجل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" إذا جئتم والإمام راكع فاركعوا، وإن كان ساجداً فاسجدوا، ولا تعتدّوا
بالسجود إذا لم يكن معه الركوع ".
قلت: وإسناده صحيح؛ إن كان الرجل الذي لم يسمَّ صحابيّاً، ولعله الراجح؛
فإن عبد العزيز بن رفيع تابعي جليل، روى عن جماعة من الصحابة؛ منهم العبادلة:
ابن عمر وابن عباس وابن الزبير. وسواءَّ كان هو واحداً من هؤلاء أو رجلاً آخر من
الصحابة؛ فالصحابة كلهم عدول. وإن كان من غيرهم من التابعين؛ فهو مجهول.
لكن يقويه أن سعيد بن منصور قد أخرجه عن عبد العزيز بن رفيع عن أناس
من أهل المدينة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فذكره بنحوه.
فهؤلاء جماعة من التابعين- إن لم يكونوا من الصحابة- يقوي بعضهم بعضاً.
ويزداد الحديث قوة بآثار وردت عن جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة أن مدرك
الركوع مدرك للركعة، ولم يصح عن أحد منهم خلاف ذلك، وبيانه في "إرواء
الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " (496) ، و "الصحيحة" (1188) .
157- باب السجود على الأنف والجبهة
833- عن أبي سعيد الخدري:
ٍأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رئي على جبهته وعلى آرْنبَتِهِ آثَرُ طين؛ من صلاة
صلاها بالناس.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في
"صحيحيهما") .

الصفحة 48