كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 5)

وأخرجه أحمد (1/261) : حدثنا يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي نجيح ... به.
فقد صح عن ابن إسحاق تصريحه بالتحديث، فثبت الحديث؛ والحمد لله.
وأما ما أخرجه البيهقي من طريق أبي جعفر المسْتَعِينِي: ثنا عبد الله بن علي بن
المديني: حدثني أبي قال: كنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق، فإذا
هو قد دلسه! حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق
قال: حدثني مَنْ لا أتهِم عن ابن أبي نجيح ... قال علي: فإذا الحديث مضطرب!!
قلت: وهذا- مع معارضته لرواية الإمام أحمد- فإن عبد الله بن علي بن
المديني ليس بالمشهور، بل قد غمزه الدارقطني؛ فقد روى الخطيب (10/9) عنه أنه
قال في عبد الله هذا:
" روى عن أبيه "كتاب العلل "؛ إنما أخذ كتبه وروى أخباره مناولةً، وما سمع
كثيراً من أبيه؛ لأنه ما كان يُمَكِّنُة من كتبه ".
قلت: فمثله لا يحتج به مع التفرد؛ فكيف مع المخالفة؛ فكيف إذا كان المخالف
الإمام أحمد؟!
وقد تابعه جرير بن حازم عن ابن أبي نجيح ... به مختصراً: أخرجه أحمد
(1/273) ، والبيهقي، وقال:
" وهذا إسناد صحيح؛ إلا أنهم يرون أن جريراً أخذه من ابن إسحاق، ثم
دلسه، فإن بيَّن فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح؛ صار الحديث صحيحاً "!
قلت: جرير ثقة حافظ؛ احتج به الشيخان، ولا عيب فيه سوى أنه اختلط في
آخر عمره، ولكنه لم يحدث في اختلاطه، ولم يتهمه أحد بالتدليس؛ سوى
يحيى الحماني، وهو متهم بسرقة الحديث، فلا قيمة لجرحه! وكم من حديث

الصفحة 428