كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 5)

أخرجه البخاري (4/187) ، وأحمد (6/34) ، والبيهقي، وقال:
" وكذلك رواه الأوزاعي وعمر بن الحارث ويونس بن يزيد وابن أبي ذئب
وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وكذلك قاله أبو الأسود عن عروة عن عائشة.
وخالفهم مالك بن أنس؛ وذكر الاضطجاع بعد الوتر ... "، ثم ساق رواية مالك
التي أخرجها المصنف، ثم قال:
" كذا قاله مالك! والعدد أولى بالحفظ من الواحد. وقد يحتمل أن يكونا
محفوظين، فنقل مالك أحدهما، ونقل الباقون الآخر "!
قلت: وهذا احتمال بعيد! وقد أشار إلى ردِّه الحافظ؛ فقد قال في "الفتح "
(3/36-37) - بعد أن ذكره من طريق مسلم عن مالك-:
" وخالفه أصحاب الزهري عن عروة، فذكروا الاضطجاع بعد الفجر، وهو
المحفوظ. ولم يصب من احتج به على ترك استحباب الاضطجاع ".
ومن هذا التحقيق؛ تعلم أن قول المنذري في "مختصره" (2/98) :
" وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه "!
فهو وهم؛ لأن البخاري لم يخرجه بهذا السياق الشاذ، وإنما بالسياق المحفوظ.
1207- عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي- فيما بين أن يَفْرغَ من صلاة العشاء إلى أن
يَنْصَدعَ الفجرُ- إحدى عَشْرَةَ ركعةً، يسلِّم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة،
ويمكث في سجوده قَدْرَ ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسه. فإذا
سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر؛ قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم
اضطجع على شِقِّهِ الأيمن حتى يأتِيَهُ المؤذِّن.

الصفحة 81