كتاب صحيح أبي داود - الأم (اسم الجزء: 7)

جماعة من الثقات.
وأما إعلال المنذري إياه بأن إسماعيل بن عياش قد تَكَلَمَ فيه غير واحد! فليس
بشيء؛ لأن الذي يتحرر من كلام الأئمة فيه- كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما-
أنه صحيح الحديث في روايته عن الشاميين، وهذا منها كما تراه.
والحديث أخرجه البيهقي (7/414) من طريق المؤلف.
وأخرجه ابن أبي حاتم- يعني: في "التفسير"- فقال: حدثنا أبي: حدثنا أبو
اليمانْ: حدثنا إسماعيل- يعني: ابن عياش ... به. ذكره ابن كثير، وقال:
" حديث غريب من هذا الوجه ".
قلت: ولكنه حسن الإسناد كما ذكرنا، والغرابة قد تجامع الحسن؛ بل
الصحة، ولذلك ترى الترمذي كثيراً ما يقول:
" حديث حسن صحيح غريب "، أو: " حسن غريب ".
ولكن أليس من الغريب حقاً: أن يخفى على الحافظ ابن كثير ورود هذا
الحديث في "سنن أبي داود"؛ فلا يَعْزُوَهُ إليه، فيُبْعِدَ النُّجْعَةَ؛ فيعزوه لابن أبي حاتم؟!
37- باب في نسخ ما استثني به من عِدَّةِ المطلقات
1974- عن ابن عباس قال:
(والمطلَقات يتربَّصْنَ بأنفسهن ثلاثة قُرُوء) ، وقال: (واللائي يَئِسْنَ من
المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعِدَّتهن ثلاثة أشهر) ، فنسخ من ذلك، وقال:
(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسُوهن فما لكم عليهن مِنْ عِدة تعتدُونها) .

الصفحة 51