كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 1)

فعلم أنه بعينه لا غيره، وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنًا وبيانًا (¬1).
وقد روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنة قال: "إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (¬2).
قال أحمد بن حنبل -رحمه اللَّه: نظرنا فإذا في رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائة الثانية محمد بن إدريس الشافعي.
وقال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل وإذا رجل يماشيني فعجبت، ثم ألهمت أنه الخضر. فقلت: بحق الحق من أنت؟ قال: أنا أخوك الخضر.
قلت: أريد أن أسألك. قال: سل.
قلت: ما تقول في الشافعي؟ قال: مؤمن الأوتاد. قلت: فأحمد؟ قال: صديق. قلت: فبشر بن الحارث؟
قال: لم يخلف بعده مثله. قلت: بأي وسيلة رأيتك؟
قال: ببرك أمك (¬3).
وقال مالك للشافعي: يجب أن تكون قاضيًا -وكان القضاء في ذلك الزمان أعْلى المراتب وأجلها ولا يصلح له إلا الآحاد من الناس. وقال مالك: ما يأتيني قرشي أفهم من هذا الفتى-يعني الشافعي- وكان سفيان بن عيينة إذا جاءه شيء من الفتيا والتفسير يُسأل عنهما التفت إلى الشافعي فيقول: سلوا هذا.
وروي أن ابن عيينة روى حديثًا من الرقائق فغشي على الشافعي، فقيل له: قد
¬__________
(¬1) انظر تاريخ بغداد (2/ 61).
(¬2) أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني -رحمه اللَّه- في الصحيحة (599).
(¬3) النكارة بادية على هذا الأثر، وبلال الخواص لم أقف له على ترجمة، وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية
(9/ 187) مختصرًا لكنه جعلها رؤيا منامية.

الصفحة 50