وقد جاء هذا المعنى عن عائشة في الصحيح من وجوه في ضمن حديث "فلو كان القصر عزيمة لما أتم" (¬1).
وقد أخرج الشافعي -رضي الله عنه- فيما بلغه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "صلى عثمان بمنى أربعًا.
فقال عبد الله: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتن ثم تفرقت بكم الطرق قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة أن عبد الله صلاها بعد أربعًا فقيل له: عبت على عثمان وتصلي أربعًا؟! فقال: الخلاف شر".
وهذا الحديث صحيح أخرجه البخاري (¬2)، ومسلم (¬3)، وأبو داود (¬4)، والنسائي. (¬5) وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر".
قلت: فما شأن عائشة كانت تتم الصلاة؟ قال: إنها تأولت كما تأول عثمان.
هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه الجماعة إلا الترمذي.
¬__________
= عروة أنها تأولت كما تأول عثمان كما في الصحيح، فلو كان عندها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواية لم يقل عروة عنها أنها تأولت وقد ثبت في الصحيحين خلاف ذلك، وانظر نصب الراية (2/ 192).
(¬1) انظر السنن الكبير للبيهقي (3/ 142 - 143).
(¬2) البخاري (1084).
(¬3) مسلم (695).
(¬4) أبو داود (1960).
(¬5) النسائي (3/ 120 - 121).