إليهم من الجمعة أحببت له شهودها.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقًا في كتاب لا يمحى ولا يبدل".
وفي بعض الحديث: "ثلاثًا".
"الضرورة": ما يكون مبيحًا لترك الجمعة، وقد تقدم في "باب الجمعة" ذكر الأعذار التي تبيح ترك الجماعة والجمعة، وسيجيء ذكر شيء منه في الفرع الثالث.
ويريد "بالكتاب الذي لا يمحى ولا يبدل": ما يكتبه الحفظة الكرام والكاتبون من أعمال العباد خيرها وشرها.
يريد بقوله "ثلاث" جمع.
"والمنافق": معروف وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن خلافه وقد تقدم ذكره.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يترك أحد الجمعة ثلاثًا تهاونًا بها إلا طبع الله على قلبه".
قال الشافعي: في بعض الحديث ثلاثاً.
هذا الحديث أخرجه أبو داود (¬1)، والترمذي (¬2)، والنسائي (¬3).
فأما أبو داود: فأخرجه عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
¬__________
(¬1) أبو داود (1052).
(¬2) الترمذي (500) وقال: حديث حسن. وسألت محمدًا عن اسم أبي الجعد الضمري؟ فلم يعرف اسمه وقال: لا أعرف له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث. قال أبو عيسى: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث محمد بن عمرو.
(¬3) النسائي (3/ 88).